من الكتاب المقدس
"وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك، حسب تطهير اليهود، يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة. قال لهم يسوع: "املأوا الأجران ماء" فملأؤها إلى فوق. ثم قال لهم: "استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكا" فقدموا. فلما ذاق رئيس المتكا الماء المتحول خمراً، ولم يكن يعمل من أين هي، لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا، دعا رئيس المتكا العريس وقال له: "كل إنسان انما يضع الخمر الجيدة أولاً، ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن!" هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه."
المعجزات
"ولما دخل يسوع كفرناحوم، جاء إليه قائد مئة يطلب إليه. ويقول: "يا سيد، غلامي مطروح في البيت مفلوجاً متعذبا جداً" فقال له يسوع: "أنا آتي وأشفيه" فأجاب قائد المئة وقال: "يا سيد، لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي. لأني أنا أيضاً إنسان تحت سلطان لي جند تحت يدي أقول لهذا: "اذهب! فيذهب، ولآخر ايت! فيأتي، ولعبدي: افعل هذا! فيفعل" فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعون: "الحق أقول لكم: لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا! وأقول لكم: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم واسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات، وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" ثم قال يسوع لقائد المئة: "اذهب، وكما آمنت ليكن لك" فبرأ غلامه في تلك الساعة."
"ولما أكمل أقواله كلها في مسامع الشعب دخل كفرناحوم، وكان عبد لقائد مئة، مريضاً مشرفاً على الموت، وكان عزيزاً عنده فلما سمع عن يسوع، أرسل إليه شيوخ اليهود يسأله أن يأتي ويشفي عبده، فلما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه باجتهاد قائلين: "إنه مستحق أن يفعل له هذا، لأنه يحب أمتنا، وهو بنى لنا المجمع" فذهب يسوع معهم. وإذ كان غير بعيد عن البيت، أرسل إليه قائد المئة أصدقاء يقول له: "يا سيد، لا تتعب، لأني لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي لذلك لم أحسب نفسي أهلاً أن آتي إليك. لكن قل كلمة فيبرأ غلامي. لأني أنا أيضاً إنسان مرتب تحت سلطان، لي جند تحت يدي. وأقول لهذا: اذهب! فيذهب ولآخر: ائت! فيأتي، ولعبدي: أفعل هذا! فيفعل" ولما سمع يسوع هذا تعجب منه والتفت إلى الجمع الذي يتبعه وقال: "أقول لكم: لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا!" ورجع المرسلون إلى البيت، فوجدوا العبد المريض قد صح."
المعجزات
"وكان هناك انسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة. هذا رآه يسوع مضطجعا وعلم ان له زمانا كثيرا فقال له اتريد ان تبرأ. اجابه المريض يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء.بل بينما انا آت ينزل قدامي آخر. قال له يسوع قم.احمل سريرك وامش. فحالا برئ الانسان وحمل سريره ومشى.وكان في ذلك اليوم سبت"
"ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: "أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد" فأجاب سمعان وقال له: "يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك ألقي الشبكة" ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً، فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق. فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلاً: "أخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ" إذ اعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي أخذوه"
"وكان في مجمعهم رجل به روح نجس، فصرخ، قائلاً آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أتيت لتهلكنا! أنا أعرفك من أنت: قدوس الله! فانتهره يسوع قائلاً: اخرس! واخرج منه!" فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه. فتحيروا كلهم، حتى سأل بعضهم بعضاً قائلين: "ما هذا؟ ما هو هذا التعليم الجديد؟ لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه!" فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل."
"وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم قائلاً: "آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أتيت لتهلكنا! أنا أعرفك من أنت: قدوس الله!" فانتهره يسوع قائلاً: "اخرس! وأخرج منه! فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئاً. فوقعت دهشة على الجميع، وكانوا يخاطبون بعضهم بعضاً قائلين: "ما هذه الكلمة؟ لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج!" وخرج صيت عنه إلى كل موضع في الكورة المحيطة."
"ولما جاء يسوع إلى بيت بطرس، رأ حماته مطروحة ومحمومة، فلمس يدها فتركتها الحمى، فقامت وخدمتهم، ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين، فأخرج الأرواح بكلمة، وجميع المرضى شفاهم،"
"ولما خرجوا من المجمع جاءوا للوقت إلى بيت سمعان واندراوس مع يعقوب ويوحنا، وكانت حماة سمعان مضطجعة محمومة، فللوقت أخبروه عنها، فتقدم وأقامها ماسكاً بيدها فتركتها الحمى حالاً وصارت تخدمهم، ولما صار المساء إذ غربت الشمس، قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه."
"ولما قام من المجمع دخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان قد أخذتها حمى شديدة. فسألوه من أجلها. فوقف فوقها وانتهر الحمى فتركتها! وفي الحال قامت وصارت تخدمهم وعند غروب الشمس، جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه. فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم. وكانت شياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: "أنت المسيح ابن الله!" فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون، لأنهم عرفوه أنه المسيح."
"وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلاً: "يا سيد، إن أردت تقدر أن تطهرني." فمد يسوع يده ولمسه قائلاً: "أريد، فاطهر!" وللوقت طهر برصه، فقال له يسوع: "أنظر أن لا تقول لاحد بل اهذب أر نفسك للكاهن، وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم."
"فأتى إليه أبرص يطلب إليه جاثياً وقائلاً له: "إن أردت تقدر أن تطهرني" فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له: "أريد، فاطهر!" فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر."
"وكان في إحدى المدن، فإذا رجل مملوء برصاً. فلما رأى يسوع خر على وجهه وطلب إليه قائلاً: "يا سيد، إن أردت تقدر أن تطهرني" فمد يده ولمسه قائلاً: "أريد، فاطهر!" وللوقت ذهب عنه البرص."
"وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحاً على فراش. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج: "ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك" وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم: "هذا يجدف!" فعلم يسوع أفكارهم، فقال: "لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟ أيما أيسر، أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا" حينئذ قال للمفلوج: "قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك! فقام ومضى إلى بيته. فلما رأي الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا."
"وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة. وإذا لم يقدروا ان يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعاً عليه. فلما رأي يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: "يا بني، مغفورة لك خطاياك" وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم: "لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده؟" فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: "لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟ أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن تغفر الخطايا." قال للمفلوج: "لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك" فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: "ما رأينا مثل هذا قط"
"وإذا برجال يحملون على فراش إنساناً مفلوجاً، وكانوا يطلبون أن يدخلوا به ويضعوه أمامه، ولما لم يجدوا من أين يدخلون به لسبب الجمع، صعدوا على السطح ودلوه مع الفراش من بين الأجر إلى الوسط قدام يسوع فلما رأى إيمانهم قال له: "أيها الإنسان، مغفورة لك خطاياك" فابتدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين "من هذا الذي يتكلم بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا الا الله وحده؟" فشعر يسوع بأفكارهم، وأجاب وقال لهم: "ماذا تفكرون في قلوبكم؟ أيما أيسر: أن يقال: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا." قال للمفلوج: "لك أقول: قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك!" ففي الحال قام أمامهم وحمل ما كان مضطجعاً عليه، ومضى إلى بيته وهو يمجد الله. فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله، وامتلأوا خوفاً قائلين: "إننا قد رأينا اليوم عجائب!"
"فلما اقترب إلى باب المدينة، إذا ميت محمول، ابن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها: "لا تبكي،" ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فاقل: "أيها الشاب، لك أقول: قم!" فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه. فأخذ الجميع خوف، ومجدوا الله قائلين: "قد قام فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه." وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة."
"حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه، حتى أن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر."
"وكان يخرج شيطاناً، وكان ذلك أخرس. فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس، فتعجب الجموع."
"وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة. وكان هو نائماً. فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين: "يا سيد، نجنا فإننا نهلك!" فقال لهم: "ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟ ثم قام وانتهر الرياح والبحر، فصار هدوء عظيم فتعجب الناس قائلين: "أي إنسان هذا؟ فإن الرياح والبحر جميعاً تطيعه!"
"فحدث نوء ريح عظيم، فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ. وكان هو في المؤخر على وسادة نائماً. فأيقظوه وقالوا له: "يا معلم، أما يهمك أننا نهلك؟" فقام وانتهر الريح، وقال للبحر: "أسكت! أبكم!" فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. وقال لهم: "ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟" فخافوا خوفاً عظيماً، وقالوا بعضهم لبعض: "من هو هذا؟ فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه!"
"وفيما هم سائرون نام. فنزل نوء ريح في البحيرة، وكانوا يمتلئون ماء وصاروا في خطر. فتقدموا وأيقظوه قائلين: "يا معلم، يا معلم، إننا نهلك!" فقام وانتهر الريح وتموج الماء، فانتهيا وصار هدوء. ثم قال لهم: "أين إيمانكم؟" فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم: "من هو هذا؟ فإنه يأمر الرياح أيضاً والماء فتطيعه!"
"ولما جاء الى العبر الى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدا حتى لم يكن احد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق. واذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله.أجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا. وكان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى. فالشياطين طلبوا اليه قائلين ان كنت تخرجنا فاذن لنا ان نذهب الى قطيع الخنازير. فقال لهم امضوا.فخرجوا ومضوا الى قطيع الخنازير.واذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف الى البحر ومات في المياه. اما الرعاة فهربوا ومضوا الى المدينة واخبروا عن كل شيء وعن أمر المجنونين. فاذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع.ولما ابصروه طلبوا ان ينصرف عن تخومهم"
"وجاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين. ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور انسان به روح نجس كان مسكنه في القبور ولم يقدر احد ان يربطه ولا بسلاسل. لانه قد ربط كثيرا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود.فلم يقدر احد ان يذلله. وكان دائما ليلا ونهارا في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.استحلفك بالله ان لا تعذبني. لانه قال له اخرج من الانسان يا ايها الروح النجس. وسأله ما اسمك.فاجاب قائلا اسمي لجئون لاننا كثيرون. وطلب اليه كثيرا ان لا يرسلهم الى خارج الكورة. وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. فطلب اليه كل الشياطين قائلين ارسلنا الى الخنازير لندخل فيها. فأذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الارواح النجسة ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر.وكان نحو الفين.فاختنق في البحر. واما رعاة الخنازير فهربوا واخبروا في المدينة وفي الضياع.فخرجوا ليروا ما جرى. وجاءوا الى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالسا ولابسا وعاقلا.فخافوا. فحدثهم الذين رأوا كيف جرى للمجنون وعن الخنازير. فابتدأوا يطلبون اليه ان يمضي من تخومهم. ولما دخل السفينة طلب اليه الذي كان مجنونا ان يكون معه. فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب الى بيتك والى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضى وابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع.فتعجب الجميع."
"وساروا الى كورة الجدريين التي هي مقابل الجليل. ولما خرج الى الارض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوبا ولا يقيم في بيت بل في القبور. فلما رأى يسوع صرخ وخرّ له وقال بصوت عظيم ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.اطلب منك ان لا تعذبني. لانه امر الروح النجس ان يخرج من الانسان.لانه منذ زمان كثير كان يخطفه.وقد ربط بسلاسل وقيود محروسا.وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان الى البراري. فسأله يسوع قائلا ما اسمك.فقال لجئون.لان شياطين كثيرة دخلت فيه. وطلب اليه ان لا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل.فطلبوا اليه ان يأذن لهم بالدخول فيها.فأذن لهم. فخرجت الشياطين من الانسان ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف الى البحيرة واختنق. فلما رأى الرعاة ما كان هربوا وذهبوا واخبروا في المدينة وفي الضياع. فخرجوا ليروا ما جرى.وجاءوا الى يسوع فوجدوا الانسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسا وعاقلا جالسا عند قدمي يسوع فخافوا. فاخبرهم ايضا الذين رأوا كيف خلص المجنون. فطلب اليه كل جمهور كورة الجدريين ان يذهب عنهم.لانه اعتراهم خوف عظيم.فدخل السفينة ورجع. اما الرجل الذي خرجت منه الشياطين فطلب اليه ان يكون معه ولكن يسوع صرفه قائلا: ارجع الى بيتك وحدث بكم صنع الله بك.فمضى وهو ينادي في المدينة كلها بكم صنع به يسوع."
"وإذا امرأة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من ورائه ومست هدب ثوبه، لأنها قالت في نفسها: "إن مسست ثوبه فقط شفيت" فالتفت يسوع وأبصرها، فقال: "ثقي يا أبنة، ايمانك قد شفاك" فشفيت المرأة من تلك الساعة."
"وأمرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة، وقد تألمت كثيراً من أطباء كثيرين، وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئاً، بل صارت إلى حال أردأ. لما سمعت بيسوع، جاءت في الجمع من وراءه، ومست ثوبه، لأنها قالت: "إن مسست ولو ثيابه شفيت." فللوقت جف نيبوع دمها، وعلمت في جسمها أنها قد برئت من الداء. فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعراً في نفسه بالقوة التي خرجت منه، وقال: "من لمس ثيابي؟" فقال له تلاميذه: "أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول: "من لمسني؟" وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا. وأما المرأة فجاءت وهي خائة ومرتعدة، عالمة بما حصل لها، فخرت وقالت له الحق كله. فقال لها: "يا أبنة، إيمانك قد شفاك، اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك."
"وأمرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة، وقد أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد، جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه, ففي الحال وقف نزف دمها. فقال يسوع: "من الذي لمسني؟" وإذ كان الجميع ينكرون، قال بطرس والذين معه: "يا معلم، الجموع يضيقون عليك ويزحمونك، وتقول: "من الذي لمسني؟" فقال يسوع: "قد لمسني واحد، لأني علمت أن قوة قد خرجت مني." فلما رأت المرأة أنها لم تختف، جاءت مرتعدة وخرت له، واخبرته قدام جميع الشعب لأي سبب لمسته، وكيف برئت في الحال، فقال لها: "ثقي يا أبنة، إيمانك قد شفاك، اذهبي بسلام."
"وفيما هو يكلمهم بهذا، إذا رئيس قد جاء فسجد له قائلاً: "إن ابنتي الآن ماتت، لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا" فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه."
"ولما جاء يسوع إلى بيت الرئيس، ونظر المزمرين والجمع يضجون، قال لهم: "تنحوا، فإن الصبية لم تمت لكنها نائمة" فضحكوا عليه فلما أخرج الجمع دخل وأمسك بيدها، فقامت الصبية فخرج ذلك الخبر إلى تلك الأرض كلها."
"وإذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايرس جاء. ولما رآه خر عند قدميه، وطلب إليه كثيراً قائلاً: "ابنتي الصغيرة على آخر نسمة. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا! فمضى معه وتبعه جمع كثير وكانوا يزحمونه."
وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين: "ابنتك ماتت. لماذا تتعب المعلم بعد؟" فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت، فقال لرئيس المجمع: "لا تخف! آمن فقط. ولم يدع أحد يتبعه إلا بطرس ويعقوب، ويوحنا أخا يعقوب. فجاء إلى بيت رئيس المجمع ورأى ضجيجاً يبكون ويولولون كثيراً. فدخل وقال لهم: "لماذا تضجون وتبكون؟ لم تمت الصبية لكنها نائمة." فضحكوا عليه. أما هو فأخرج الجميع، وأخذ أبا الصبية وامها والذين معه ودخل حيث كان الصبية مضطجعة، وأمسك بيد الصبية وقال لها: "طليثا، قومي! وللوقت قامت الصبية ومشت، لأنها كانت ابنة اثنتي عشرة سنة. فبهتوا بهتاً عظيماً. فأوصاهم كثيراً أن لا يعلم أحد بذلك. وقال أن تعطى لتأكل."
"وإذا رجل اسمه يايرس قد جاء، وكان رئيس المجمع، فوقع عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل بيته، لأنه كان له بنت وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة، وكانت في حال الموت. ففيما هو منطلق زحمته الجموع."
وبينما هو يتكلم، جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلاً له: "قد ماتت ابنتك، لا تتعب المعلم" فسمع يسوع، وأجابه قائلاً: "لا تخف! آمن فقط، فهي تشفى" فلما جاء إلى البيت لم يدع أحداً يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا، وأبا الصبية وامها، وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون. فقال: "لا تبكوا، لم تمت لكنها نائمة" فضحكوا عليه، عارفين أنها ماتت. فأخرج الجميع خارجاً، وأمسك بيدها ونادى قائلاً: "يا صبية، قومي!" فرجعت روحها وقامت في الحال. فأمر أن تعطى لتأكل. فبهت والداها فاوصاهما أن لا يقولا لاحد عما كان."
"ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين: "الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاماً" فقال لهم يسوع: "لا حاجة لهم أن يمضوا. اعطوهم انتم ليأكلوا" فقالوا له: "ليس عندنا ههنا الا خمسة أرغفة وسمكتان" فقال: "ائتوني بها إلى هنا" فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب. ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر واعطى الأرغفة للتلاميذ، والتلاميذ للجموع. فأكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة. والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل، ما عدا النساء والأولاد."
"وبعد ساعات كثيرة تقدم إليه تلاميذه قائلين: "الموضع خلاء والوقت مضى. اصرفهم لكي يمضوا إلى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزاً، لأن ليس عندهم ما يأكلون" فأجاب وقال لهم: "اعطوهم انتم ليأكلوا" فقالوا له: "أنمضي ونبتاع خبزاً بمئتي دينار ونعطيهم ليأكلوا؟" فقال لهم: "كم رغيفاً عندكم؟ اذهبوا وانظروا،" ولما علموا قالوا: "خمسة وسمكتان" فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقاً رفاقاً على العشب الأخضر. فاتكأوا صفوفاً صفوفاً: مئة مئة وخمسين خمسين. فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء، وبارك ثم كسر الأرغفة، وأعطى تلاميذه ليقدموا إليهم، وقسم السمكتين للجميع فأكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملؤة، ومن السمك وكان الذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسة آلاف رجل."
"فابتدأ النهار يميل. فتقدم الاثنا عشر وقالوا له: "اصرف الجميع ليذهبوا إلى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاماً، لأننا ههنا في موضع خلاء" فقال لهم: "اعطوهم انتم ليأكلوا" فقالوا: "ليس عندنا أكثر من خمسة أرغفة وسمكتين، الا أن نذهب ونبتاع طعاماً لهذا الشعب كله" لأنهم كانوا نحو خمسة آلاف رجل. فقال لتلاميذه: "اتكئوهم فرقاً خمسين خمسين" ففعلوا هكذا، وأتكأوا الجميع. فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن، ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجمع. فأكلوا وشبعوا جميعاً ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قفة."
"فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعاً كثيراً مقبل إليه، فقال لفيلبس: "من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟" وانما قال لهذا ليمتحنه، لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل. أجابه فيلبس: "لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً." قال له واحد من تلاميذه، وهو اندراوس أخو سمعان بطرس: "هنا غلام معه خمسة أرغفة وسمكتان، ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟" فقال يسوع: " اجعلوا الناس يتكئون" وكان في المكان عشب كثير، فاتكأ الرجاء وعددهم نحو خمسة آلاف. وأخذ يسوع الأرغفة وشكر، ووزع على التلاميذ، والتلاميذ أعطوا المتكئين وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا. فلما شبعوا، قال لتلاميذه: "اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء." فجمعوا وملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر من خمسة أرغفة الشعير التي فضلت عن الآكلين فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: "إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي الى العالم!"
"وللوقت ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع. وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفرداً ليصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده. وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج. لأن الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر. فلما أبصره التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا قائلين: "إنه خيال" ومن الخوف صرخوا! فللوقت كلمهم يسوع قائلاً: "تشجعوا! أنا هو. لا تخافوا" فأجابه بطرس وقال: "يا سيد، إن كنت أنت هو، فمرني أن آتي إليك على الماء" فقال: "تعال" فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف. وإذ ابتدأ يغرق، صرخ قائلاً: "يارب، نجني!" ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" ولما دخلا السفينة سكنت الريح. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: "بالحقيقة أنت ابن الله!"
"وللوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر، إلى بيت صيدا، حتى يكون قد صرف الجمع. وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلي ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر، وهو على البر وحده. ورآهم معذبين في الجذف، لأن الريح كانت ضدهم. ونحو الهزيع الرابع من الليل أتاهم ماشياً على البحر، وأراد أن يتجاوزهم. فلما رأوه ماشياً على البحر ظنوه خيالاً، فصرخوا لأن الجميع رأوه واضطربوا فللوقت كلمهم وقال لهم: "ثقوا! أنا هو. لا تخافوا" فصعد إليهم إلى السفينة فسكنت الريح، فبهتوا وتعجبوا في أنفسهم جداً إلى الغاية لانهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة."
"ولما كان المساء نزل تلاميذه إلى البحر، فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون إلى عبر البحر إلى كفرناحوم. وكان الظلام قد أقبل، ولم يكن يسوع قد أتى إليهم. وهاج البحر من ريح عظيمة تهب. فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة، نظروا يسوع ماشياً على البحر مقترباً من السفينة فخافوا. فقال لهم: "أنا هو، لا تخافوا!" فرضوا أن يقبلوه في السفينة. وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها."
"وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: "ارحمني، يا سيد، يا ابن داود، ابنتي مجنونة جداً" فلم يجبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين: "اصرفها، لأنها تصيح وراءنا!" فأجاب وقال: "لم أرسل إلا إلى خراف بيت اسرائيل الضالة" فأتت وسجدت له قائلة: "يا سيد، أعني!" فأجاب وقال: "ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب." فقالت: "نعم، يا سيد! والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها!" حينئذ أجاب يسوع وقال لها: "يا أمرأة عظيم إيمانك! ليكن لك كما تريدين." فشفيت ابنتها من تلك الساعة."
"لأن امرأة كانت بابنتها روح نجس سمعت به، فأتت وخرت عند قدميه. وكانت الامرأة أممية، وفي جنسها فينيقية سورية. فسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها. وأما يسوع فقال لها: "دعي البنين أولاً يشبعون، لأنه ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب" فأجابت وقالت له: "نعم، يا سيد! والكلاب أيضاً تحت المائدة تأكل من فتات البنين!" فقال لها: "لأجل هذه الكلمة، اذهبي. قد خرج الشيطان من ابنتك" فذهبت إلى بيتها ووجدت الشيطان قد خرج، والأبنة مطروحة على الفراش."
"وجاءوا إليه بأصم أعقد، وطلبوا إليه أن يضع يده عليه. فأخذه من بين الجمع على ناحية، ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه، ورفع نظره نحو السماء، وأنّ وقال له: "افثا" اي انفتح. وللوقت انفتحت أذناه، وانحل رباط لسانه، وتكلم مستقيماً. فأوصاهم أن لا يقولوا لأحد. ولكن على قدر ما أوصاهم كانوا ينادون أكثر كثيراً. وبهتوا إلى الغاية قائلين: "إنه عمل كل شيء حسناً! جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون"
"وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال: "إني أشفق على الجمع، لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون. ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق" فقال له تلاميذه: "من أين لنا في البرية خبز بهذا المقدار، حتى يشبع جمعاً هذا عدده؟" فقال لهم يسوع: "كم عندكم من الخبز؟" فقالوا: "سبعة وقليل من صغار السمك" فآمر الجموع أن يتكئوا على الأرض، وأخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسر واعطى تلاميذه، والتلاميذ أعطوا الجمع فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة والآكلون كانوا أربعة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد."
"في تلك الأيام إذ كان الجمع كثيراً جداً، ولم يكن لهم ما يأكلون، دعا يسوع تلاميذه وقال لهم: "إني أشفق على الجمع، لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون وأن صرفتهم إلى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق، لأن قوماً منهم جاءوا من بعيد" فأجابه تلاميذه: "من أين يستطيع أحد أن يشبع هؤلاء خبزاً هنا في البرية؟" فسألهم: "كم عندكم من الخبز؟" فقالوا: "سبعة" فأمر الجمع أن يتكئوا على الأرض، وأخذ السبع خبزات وشكر وكسر وأعطى تلاميذه ليقدموا، فقدموا إلى الجمع وكان معهم قليل من صغار السمك، فبارك وقال ان يقدموا هذه أيضاً. فأكلوا وشبعوا ثم رفعوا فصلات الكسر: سبعة سلال وكان الآكلون نحو أربعة آلاف. ثم صرفهم."
"وجاء إلى بيت صيدا، فقدموا إليه أعمى وطلبوا إليه أن لا يلمسه، فأخذ بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية، وتفل في عينيه، ووضع يديه عليه وسأله: "هل أبصر شيئاً؟" فتطلع وقال: "أبصر الناس كأشجار يمشون" ثم وضع يديه أيضاً على عينيه، وجعله يتطلع فعاد صحيحاً وأبصر كل إنسان جلياً. فأرسله إلى بيته قائلاً: "لا تدخل القرية، ولا تقل لأحد في القرية."
"ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثياً له وقائلاً: "يا سيد، ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديداً، ويقع كثيراً في النار وكثيراً في الماء. واحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه" فأجاب يسوع وقال: "أيها الجيل غير المؤمن, الملتوي، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى احتملكم؟ قدموه إلي ههنا!" فانتهره يسوع، فخرج منه الشيطان فشفى الغلام من تلك الساعة ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا: "لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه؟" فقال لهم يسوع: "لعدم إيمانكم. فالحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم."
"ولما جاء إلى التلاميذ رأى جمعاً كثيراً حولهم وكتبه يحاورونهم. وللوقت كل الجمع لما رأوه تحيروا وركضوا وسلموا عليه. فسأل الكتبة: "بماذا تحاورونهم؟" فأجاب واحد من الجمع وقال: "يا معلم، قد قدمت إليك ابني به روح أخرس، وحيثما أدركه يمزقه فيزبد ويصر بأسنانه وييبس. فقلت لتلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا" فأجاب وقال لهم: "أيها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى احتملكم؟ قدموه إلي!" فقدموه إليه فلما رآه للوقت صرعه الروح، فوقع على الأرض يتمرغ ويزبد. فسأل أباه: "كم من الزمان منذ أصابه هذه؟" فقال: "منذ صباه وكثيراً ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه. لكن إن كنت تستطيع شيئاً فتحنن علينا وأعنا" فقال له يسوع: "إن كنت تستطيع أن تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن" فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال: "أؤمن يا سيد، فأعن عدم إيماني" فلما رأى يسوع أن الجمع يتراكضون، انتهر الروح النجس قائلاً له: "أيها الروح الأخرس الأصم، أنا آمرك: اخرج منه ولا تدخله أيضاً!" فصرخ وصرعه شديداً وخرج فصار كميت، حتى قال كثيرون: "إنه مات!" فأمسكه يسوع بيده وأقامه، فقام. ولما دخل بيتاً سأله تلاميذه على انفراد: "لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه؟" فقال لهم: "هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم."
"وفي اليوم التالي إذ نزلوا من الجبل، استقبله جمع كثير، وإذا رجل من الجمع صرخ قائلاً: "يا معلم، أطلب إليك. انظر إلى ابني، فإنه وحيد لي. وها روح يأخذه فيصرخ بغته، فيصرعه مزبداً، وبالجهد يفارقه مرضضاً إياه. وطلبت من تلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا" فأجاب يسوع وقال: "أيها الجيل غير المؤمن والمتلوي إلى متى أكون معكم واحتملكم؟ قد ابنك إلى هنا!" وبينما هو آت مزقه الشيطان وصرعه، فانتهر يسوع الروح النجس، وشفى الصبي وسلمه إلى أبيه."
"وفي ذهابه إلى أورشليم اجتاز في وسط السامرة والجليل وفيما هو داخل إلى قرية استقبله عشرة رجال برص، فوقفوا من بعيد ورفعوا صوتاً قائلين: "يا يسوع، يا معلم، ارحمنا!" فنظر وقال لهم: "اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة" وفيما هم منطلقون طهروا، فواحد منهم لما رأى أنه شفي، رجع يمجد الله بصوت عظيم، وخر على وجهه عند رجليه شاكراً له، وكان سامرياً، فأجاب يسوع وقال: "أليس العشرة قد طهروا؟ فأين التسعة؟ ألم يوجد من يرجع ليعطي مجداً لله غير هذا الغريب الجنس؟" ثم قال له: "قم وامض، ايمانك خلصك."
"وكان إنسان مريضاً وهو لعازر، من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها. وكانت مريم، التي كان لعازر أخوها مريضاً، هي التي دهنت الرب بطيب، ومسحت رجليه بشعرها. فأرسلت الاختان إليه قائلتين: "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض" فلما سمع يسوع، قال: "هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد أبن الله به" وكان يسوع يحب مرثا واختها لعازر. فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين. ثم بعد ذلك قال لتلاميذ: "يا معلم، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك، وتذهب أيضاً إلى هناك" أجاب يسوع: "أليست ساعات النهار اثنتي عشرة؟ إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم. ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر، لأن النور ليس فيه" قال هذا وبعد ذلك قال لهم: "لعازر حبيبنا قد نام لكني اذهب لأوقظه" فقال تلاميذه: "يا سيد، إن كان قد نام فهو يشفى" وكان يسوع يقول عن موته، وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم، فقال لهم يسوع حينئذ علانية: "لعازر مات وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك، لتؤمنوا ولكن لنذهب إليه!" فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه: "لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه!" "فلما أتى يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر وكانت بيت عنيا قريبة من أورشليم نحو خمسة عشر غلوة، وكا كثيرون من اليهود قد جاءوا إلى مرثا ومريم ليعزوهما عن اخيهما. فلما سمعت مرثا أن يسوع آت لاقته وما مريم فاستمرت جالسة في البيت، فقال مرثا ليسوع: "يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي! لكني الآن أيضا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه" قال لها يسوع: "سيقوم أخوك" قالت له مرثا: "أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة، في اليوم الأخير" قال لها يسوع: "أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد أتؤمنين بهذا؟" قالت له: "نعم يا سيد، أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله، الآتي إلى العالم" "ولما قالت هذا مضت ودعت مريم اختها سراً، قائلة: "المعلم قد حضر وهو يدعوك" اما تلك فلما سمعت قامت سريعاً وجاءت إليه. ولم يكن يسوع قد جاء إلى القرية، بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا ثم أن اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها، لما رأوا مريم قامت عاجلاً وخرجت تبعوها قائلين: "انها تذهب إلى القبر لتبكي هناك" فمريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته، خرت عند رجليه قائلة له: "يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي!" فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب وقال: "أين وضعتموه؟" قالوا له: "يا سيد تعال وانظر" بكى يسوع فقال اليهود: "انظروا كيف كان يحبه!" وقال بعض منهم: "ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا ايضاً لا يموت؟ فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر، وكان مغارة وقد وضع عليه حجر. قال يسوع: "ارفعوا الحجر!" قالت له مرثا اخت الميت: "يا سيد قد انتن لأن له اربعة أيام" قال لها يسوع: "ألم أقل لك: إن آمنت ترين مجد الله؟" فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً، ورفع يسوع عينيه إلى فوق، وقال: "أيها الآب، أشكرك لأنك سمعت لي، وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني" ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: "لعازر، هلم خارجاً!" فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهة ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع: "حلوه ودعوه يذهب" فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به. وأما قوم منهم فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع."
"وكان يعلم في أحد المجامع في السبت، وإذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة، وكانت منحنية ولم تقدر أن تنتصب البتة، فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: "يا امرأة إنك محلولة من ضعفك!" ووضع عليها يديه، ففي الحال استقامت ومجدت الله. فأجاب رئيس المجمع، وهو مغتاظ لأن يسوع أبرأ في السبت، وقال للجمع: "هي ستة أيام ينبغي فيها العمل، ففي هذه ائتوا واستشفوا، وليس في يوم السبت!" فأجابه الرب وقال: "يا مرائي! ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضي به ويسقيه؟ وهذه هي ابنة ابراهيم، قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة، أما كان ينبغي أن تحل من هذا الرباط في يوم السبت؟" وإذ قال هذا أخجل جميع الذين كانوا يعاندونه، وفرح كل الجمع بجميع الأعمال المجيدة الكائنة منه."
"وفي الصبح إذ كان راجعاً إلى المدينة جاع، فنظر شجرة تين على الطريق، وجاء إليها فلم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً فقط. فقال لها: "لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد!" فيبست التينة في الحال فلما رأي التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين: "كيف يبست التينة في الحال؟"
"وفي الغد لما خرجوا من بيت جاع، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق، وجاء لعله يجد فيها شيئاً فلما جاء إليها لم يجد شيئاً إلا ورقاً، لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع وقال لها: "لا يأكل أحد منك ثمراً بعد إلى الأبد!" وكان تلاميذه يسمعون."
"وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول، فتذكر بطرس وقال له: "يا سيدي، انظر! التينة التي لعنتها قد يبست!"
"وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه. وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: "لا تخافا انتما، فإني أعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال! هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعاً فيه واذهبا سريعاً قولا لتلاميذه: أنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما" فخرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم، راكضتين لتخبرا تلاميذه. وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال: "سلام لكما" فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع: "لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني." وفيما هما ذاهبتان إذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ، وتشاوروا واعطوا العسكر فضة كثيرة. قائلين: "قولوا أن تلاميذه أتو ليلاً وسرقوه ونحن نيام وإذا سمع ذلك عن الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين" فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم، فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم." وأما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجليل إلى الجبل، حيث أمرهم يسوع، ولما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا، فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً: "دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" آمين.
"وبعدما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومه، حنوطاً ليأتين ويدهنه، وباكراً جداً في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟" فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج! لأنه كان عظيماً جداً. ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء فاندهشن. فقال لهن: "لا تندهشن! أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: أنه يسبقكم إلى الجليل. وهناك ترونه كما قال لكم." فخرجن سريعاً وهربن من القبر، لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن، ولم يقلن لأحد شيئاً لأنهن كن خائفات." "وبعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية، التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين، فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون، فلما سمع أولئك أنه حي، وقد نظرته، لم يصدقوا." "وبعد ذلك ظهر بهيئة أخرى لاثنين منهم، وهما يمشيان منطلقين إلى البرية، وذهب هذان وأخبرا الباقين، فلم يصدقوا ولا هذين." "أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون، ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا نظروه قد قام. وقال لهم: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن. وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيات، وأن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون." "ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله. وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة." آمين
"ثم في أول الأسبوع، أول الفجر، أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددته، ومعهن أناس. فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر، فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن مختارات في ذلك، إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض، قالا لهن: "لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلاً: إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة، ويصلب، وفي اليوم الثالث يقوم." فتذكرن كلامه، ورجعن من القبر، وأخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله، وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن، اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن. فقام بطرس وركض إلى القبر، فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها، فمضى متعجباً في نفسه مما كان." وإذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة، اسمها "عمواس" وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث، وفيما هما يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما، ولكن امسكت اعينهما عن معرفته، فقال لهما: "ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين؟" فأجاب أحدهما، الذي اسمه كليوباس وقال له: "هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟" فقال لهما: "وما هي؟" فقالا: "المختصة بيسوع الناصري، الذي كان إنساناً نبيا ًمقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. كيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن، مع هذا كله، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك بل بعض الناس منا حيرننا إذ كن باكراً عند القبر. ولما لم يجدن جسده أتين قائلات: انهن رأين منظر ملائكة قالوا أنه حي. ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر، فوجدوا هكذا كما قالت أيضاً النساء، وأما هو فلم يروه" فقال لهما: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء! أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟" ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب. ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد. فألزماه قائلين: "امكث معنا، لأنه نحو السماء وقد مال النهار" فدخل ليمكث معهما. فلما اتكأ معهما، أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما، فقال بعضهما لبعض: "ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟" فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم، ووجدا الأحد عشر مجتمعين، هم والذين معهم وهم يقولون: "إن الرب قام بالحقيقة ظهر لسمعان!" وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز." "وفيما هم يتكلمون بهذا وقت يسوع نفسه في وسطهم، وقال لهم: "سلام لكم!" فجزعوا وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحاً. فقال لهم: "ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟ أنظروا يدي ورجلي: إني أنا هو! جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي." وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح، ومتعجبون، قال لهم: "أعندكم ههنا طعام؟" فناولوه جزءاً من سمك مشوي، وشيئاً من شهد عسل، فأخذ وأكل قدامهم." وقال لهم: "هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم: أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير." حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب وقال لهم: "هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم، مبتدأ من أورشليم وانتم شهود لذلك وها أنا ارسل اليكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي."
"وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً، والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما: "اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه!" فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معاً، فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولاً إلى القبر، وانحنى فنظر الأكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان، بل ملفوفاً في موضع وحده فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر الذي جاء أولاً إلى القبر، ورأى فآمن لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنه ينبغي أن يقوم من الأموات فمضى التلميذان أيضاً إلى موضعهما." أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحداً عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعاً. فقالا لها: "يا امرأة، لماذا تبكين؟" قالت لهما: "انهم أخذوا سيدي، وليست أعلم أين وضعوه!" ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفاً، ولم تعلم أنه يسوع قال لها يسوع: "يا امرأة لماذا تبكين؟ من تطلبين؟" فظنت تلك أنه البستاني، فقالت له: "يا سيد، إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته، وأنا آخذه" قال لها يسوع: "يا مريم" فالتفتت تلك وقالت له: "ربوني!" الذي تفسيره: يا معلم. قال لها يسوع: "لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي ولكن اذهبي إلى اخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا." "أما توما، أحد الاثني عشر، الذي يقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون: "قد رأينا الرب!" فقال لهم: "إن لم أبصر في يديه أثر المسامير، وأضع أصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أؤمن." "وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: "سلام لكم!" ثم قال لتوما: "هات اصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً." أجاب توما وقال له: "ربي وإلهي!" قال له يسوع: "لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا." "وآيات آخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه."
"بعد هذا أظهر أيضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية, ظهر هكذا: كان سمعان بطرس، وتوما الذي يقال له التوأم، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم، قال لهم سمعان بطرس: "أنا أذهب لاتصيد." قالوا له: "نذهب نحن أيضاً معك." فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت. وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئاً. ولما كان الصبح، وقف يسوع على الشاطئ ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع. فقال لهم يسوع: "يا غلمان ألعل عندكم إداما؟" أجابوه: لا!" فقال لهم: "ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا" فألقوا، ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك. فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس: "هو الرب!" فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب، أتزر بثوبه، لأنه كان عرياناً، وألقى نفسه في البحر، وأما التلاميذ الآخرون فجاءوا بالسفينة لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الأرض الا نحو مئتي ذراع، وهم يجرون شبكة السمك، فلما خرجوا إلى الأرض نظروا جمراً موضوعاً وسمكاً موضوعاً عليه وخبزاً. قال لهم يسوع: "قدموا من السمك الذي امسكتم الآن" فصعد سمعان بطرس وجذب الشبكة إلى الأرض، ممتلئة سمكاً كبيراً ، مئة وثلاثاً وخمسين. ومع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة. قال لهم يسوع: "هلموا تغدوا!" ولم يجسر أحد من التلاميذ أن يسأله: من أنت؟ إذ كانوا يعلمون أنه الرب ثم جاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم وكذلك السمك. هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الأموات."
"فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟" قال له: "نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك" قال له: "ارع خرافي" قال له أيضاً ثانية: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟" قال له: "نعم يا رب، وأنت تعلم أني أحبك" قال له: "ارع غنمي" قال له ثالثة: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟" فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة: أتحبني؟ فقال له: "يا رب أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك" قال له يسوع: "ارع غنمي" الحق الحق أقول لك: لما كنت أكثر حداثة كن تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء." قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً ان يمجد الله بها. ولما قال هذا قال له: "اتبعني" فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه، وهو أيضاً الذي اتكأ على صدره وقت العشاء، وقال: "يا سيد، من هو الذي يسلمك؟" فلما رأى بطرس هذا، قال ليسوع: "يارب وهذا ما له؟" قال له يسوع: "إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء فماذا لك؟ أتبعني أنت!" فذاع هذا القول بين الاخوة: إن ذلك التلميذ لا يموت ولكن لم يقل له يسوع أنه لا يموت، بل: "إن كنت أشاء انه يبقى حتى أجيء فماذا لك؟" هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا وتعلم أن شهادته حق."
"إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق، أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به."
"وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف, واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال: "سلام لك أيتها المنعم عليها! الرب معك مباركة أنت في النساء" فلما رأته اضطربت من كلامه، وفكرت: "ما عسى أن تكون هذه التحية!" فقال لها الملاك: "لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها انت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية"
"فقالت مريم للملاك: "كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلاً" فأجاب الملاك وقال لها: "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضاً حبلى بان في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعو عاقراً لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله" فقالت مريم: "هوذا انا امة الرب، ليكن لي كقولك." فمضى من عندها الملاك."
" وَعَادَ يَسُوعُ إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ بِقُدْرَةِ الرُّوحِ؛ وَذَاعَ صِيتُهُ فِي الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ كُلِّهَا. 15وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ، وَالْجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ. 16وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ نَشَأَ، وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ، كَعَادَتِهِ، يَوْمَ السَّبْتِ، وَوَقَفَ لِيَقْرَأَ. 17فَقُدِّمَ إِلَيْهِ كِتَابُ النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ، فَلَمَّا فَتَحَهُ وَجَدَ الْمَكَانَ الَّذِي كُتِبَ فِيهِ: 18"رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْفُقَرَاءَ؛ أَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاقِ وَلِلْعُمْيَانِ بِالْبَصَرِ، لأُطْلِقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً، 19وَأُبَشِّرَ بِسَنَةِ الْقَبُولِ عِنْدَ الرَّبِّ". 20ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ، وَجَلَسَ. وَكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الْحَاضِرِينَ فِي الْمَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. 21فَأَخَذَ يُخَاطِبُهُمْ قَائِلاً: "الْيَوْمَ تَمَّ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ مِنْ آيَاتٍ..." 22وَشَهِدَ لَهُ جَمِيعُ الْحَاضِرِينَ، مُتَعَجِّبِينَ مِنْ كَلاَمِ النِّعْمَةِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَتَسَاءَلُوا: "أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ يُوسُفَ؟"
"35وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى جُوَارِ أَرِيحَا، كَانَ أَحَدُ الْعُمْيَانِ جَالِساً عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 36فَلَمَّا سَمِعَ مُرُورَ الْجَمْعِ، اسْتَخْبَرَ عَمَّا عَسَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ. 37فَقِيلَ لَهُ: "إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ مَارٌّ مِنْ هُنَاكَ". 38فَنَادَى قَائِلاً "يَايَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي! 39فَزَجَرَهُ السَّائِرُونَ فِي الْمُقَدِّمَةِ لِيَسْكُتَ. وَلكِنَّهُ أَخَذَ يَزِيدُ صُرَاخاً أَكْثَرَ: "يَا ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!" 40فَتَوَقَّفَ يَسُوعَ وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِهِ إِلَيْهِ. فَلَمَّا اقْتَرَبَ سَأَلَهُ: 41"مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ لَكَ؟" فَقَالَ: "يَارَبُّ، أَنْ تَرُدَّ لِي الْبَصَرَ!" 42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَبْصِرْ! إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ". 43وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ، وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. وَلَمَّا رَأَى جَميعُ الشَّعْبِ ذَلِكَ، سَبَّحُوا اللهَ."
"ثُمَّ دَخَلَ أَرِيحَا وَاجْتَازَ فِيهَا. 2وَإِذَا هُنَاكَ رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، رَئِيسٌ لِجُبَاةِ الضَّرَائِبِ، وَكَانَ غَنِيّاً. 3وَقَدْ سَعَى أَنْ يَرَى مَنْ هُوَ يَسُوعُ، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الزَّحَامِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصيِرَ الْقَامَةِ. 4فَتَقَدَّمَ رَاكِضاً وَتَسَلَّقَ شَجَرَةَ جُمَّيْزٍ لَعَلَّهُ يَرَى يَسُوعَ، فَقَدْ كَانَ سَيَمُرُّ مِنْ هُنَاكَ. 5فَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعَ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ، رَفَعَ نَظَرَهُ وَرَآهُ، فَقَالَ لَهُ: "يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنْ أُقِيمَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ!" 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَاسْتَقْبَلَهُ بِفَرَحٍ. 7فَلَمَّا رَأى الْجَمِيعُ ذَلِكَ، تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: "قَدْ دَخَلَ لِيَبيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِيءٍ!" 8وَلكِنَّ زَكَّا وَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبِّ: "يَارَبُّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْفُقَرَاءِ. وَإِنْ كُنْتُ قَدِ اغْتَصَبْتُ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ، أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ!" 9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْيَوْمَ تَمَّ الْخَلاَصُ لِهَذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ. 10فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الْهَالِكِينَ وَيُخَلِّصَهُمْ".
25وَتَصَدَّى لَهُ أَحَدُ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ لِيُجَرِّبَهُ، فَقَالَ: "يَامُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" 26فَقَالَ لَهُ: "مَاذَا كُتِبَ فِي الشَّرِيعَةِ؟ وَكَيْفَ تَقْرَأُهَا؟" 27فَأَجَابَ: "أَحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ قُدْرَتِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ". 28فَقَالَ لَهُ: "جَوَابُكَ صَحِيحٌ. فَإِنْ عَمِلْتَ بِهَذَا، تَحْيَا!"
لكِنَّهُ إِذْ كَانَ رَاغِباً فِي تَبْرِيرِ نَفْسِهِ، سَأَلَ يَسُوعَ: "وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟" 30فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلا: "كَانَ إِنْسَانٌ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بِأَيْدِي لُصُوصٍ، فَانْتَزَعُوا ثِيَابَهُ وَمَالَهُ وَجَرَّحُوهُ، ثُمَّ مَضَوْا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. 31وَحَدَثَ أَنَّ كَاهِناً كَانَ نَازِلاً فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَلكِنَّهُ جَاوَزَهُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ. 32وَكَذلِكَ مَرَّ أَيْضاً وَاحِدٌ مِنَ اللاَّوِيِّينَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ذلِكَ الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَيْهِ، وَلكِنَّهُ جَاوَزَهُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ. 33إِلاَّ أَنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ، أَخَذَتْهُ الشَّفَقَةُ عَلَيْهِ، 34فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَرَبَطَ جِرَاحَهُ بَعْدَمَا صَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً. ثُمَّ أَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَوْصَلَهُ إِلَى الْخَانِ وَاعْتَنَى بِهِ. 35وَعِنْدَ مُغَادَرَتِهِ الْخَانَ فِي الْيَوْمِ التَّالِي، أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَدَفَعَهُمَا إِلَى صَاحِبِ الْخَانِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ! وَمَهْمَا تُنْفِقْ أَكْثَرَ، فَإِنِّي أَفِيكَ ذلِكَ عِنْدَ رُجُوعِي. 36فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ يَبْدُو لَكَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بِأَيْدِي اللُّصُوصِ؟" 37فَأَجَابَ: "إِنَّهُ الَّذِي عَامَلَهُ بِالرَّحْمَةِ!" فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "اذْهَبْ، وَاعْمَلْ أَنْتَ هَكَذَا! "
11وَقَالَ: "كَانَ لإِنْسَانٍ ابْنَانِ. 12فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَاأَبِي، أَعْطِنِي الْحِصَّةَ الَّتِي تَخُصُّنِي مِنَ الْمِيرَاثِ! فَقَسَمَ لَهُمَا كُلَّ مَا يَمْلِكُهُ. 13وَبَعْدَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ، جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ مَا عِنْدَهُ، وَمَضَى إِلَى بَلَدٍ بَعِيدٍ. وَهُنَالِكَ بَذَّرَ حِصَّتَهُ مِنَ الْمَالِ فِي عِيشَةِ الْخَلاعَةِ. 14وَلكِنْ لَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، اجْتَاحَتْ ذلِكَ الْبَلَدَ مَجَاعَةٌ قَاسِيَةٌ، فَأَخَذَ يَشْعُرُ بِالْحَاجَةِ. 15فَذَهَبَ وَالْتَحَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ مُوَاطِنِي ذلِكَ الْبَلَدِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16وَكَمِ اشْتَهَى لَوْ يَمْلَأُ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَمَا أَعْطَاهُ أَحَدٌ! 17ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ: مَا أَكْثَرَ خُدَّامَ أَبِي الْمَأْجُورِينَ الَّذِينَ يَفْضُلُ عَنْهُمُ الْخُبْزُ، وَأَنَا هُنَا أَكَادُ أَهْلِكُ جُوعاً! 18سَأَقُومُ وَأَرْجِعُ إِلَى أَبِي، وَأَقُولُ لَهُ: يَاأَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ؛ 19وَلاَ أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ابْناً لَكَ: اجْعَلْنِي كَوَاحِدٍ مِنْ خُدَّامِكَ الْمَأْجُورِينَ! 20فَقَامَ وَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ. وَلكِنَّ أَبَاهُ رَآهُ وَهُوَ مَازَالَ بَعِيداً، فَتَحَنَّنَ، وَرَكَضَ إِلَيْهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ بِحَرَارَةٍ. 21فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ. يَاأَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ، وَلاَ أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ابْناً لَكَ... 22أَمَّا الأَبُ فَقَالَ لِعَبِيدِهِ: أَحْضِرُوا سَرِيعاً أَفْضَلَ ثَوْبٍ وَأَلْبِسُوهُ، وَضَعُوا فِي إِصْبَعِهِ خَاتِماً وَفِي قَدَمَيْهِ حِذَاءً. 23وَأَحْضِرُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ؛ وَلْنَأْكُلْ وَنَفْرَحْ: 24فَإِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَائِعاً فَوُجِدَ. فَأَخَذُوا يَفْرَحُونَ! 25وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَاقْتَرَبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ مُوسِيقَى وَرَقْصاً. 26فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْخُدَّامِ وَاسْتَفْسَرَهُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ ذلِكَ. 27فَأَجَابَهُ: رَجَعَ أَخُوكَ، فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ لأَنَّهُ اسْتَعَادَهُ سَالِماً! 28وَلكِنَّهُ غَضِبَ وَرَفَضَ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ. 29غَيْرَ أَنَّهُ رَدَّ عَلَى أَبِيهِ قَائِلاً: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ هَذِهِ السِّنِينَ الْعَدِيدَةَ، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ أَمْراً، وَلكِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي وَلَوْ جَدْياً وَاحِداً لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30وَلكِنْ لَمَّا عَادَ ابْنُكَ هَذَا الَّذِي أَكَلَ مَالَكَ مَعَ الْفَاجِرَاتِ، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! 31فَقَالَ لَهُ: يَابُنَيَّ، أَنْتَ مَعِي دَائِماً، وَكُلُّ مَا أَمْلِكُهُ هُوَ لَكَ! 32وَلكِنْ كَانَ مِنَ الصَّوَابِ أَنْ نَفْرَحَ وَنَبْتَهِجَ، لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاً فَوُجِدَ!"
7وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَجِبُ أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ (حَمَلُ) الْفِصْحِ. 8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: "اذْهَبَا وَجَهِّزَا لَنَا الْفِصْحَ، لِنَأْكُلَ!" 9فَسَأَلاَهُ: "أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ؟" 10فَقَالَ لَهُمَا: "حَالَمَا تَدْخُلاَنِ الْمَدِينَةَ، يُلاَقِيكُمَا إِنْسَانٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاءٍ، فَالْحَقَا بِهِ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يَدْخُلُهُ. 11وَقُولاَ لِرَبِّ ذلِكَ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ غُرْفَةُ الضُّيُوفِ الَّتِي آكُلُ فِيهَا (حَمَلَ) الْفِصْحِ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 12فَيُرِيكُمَا غُرْفَةً فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، كَبِيرَةً وَمَفْرُوشَةً. هُنَاكَ تُجَهِّزَانِ!" 13فَانْطَلَقَا، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وَجَهَّزَا الْفِصْحَ. 14وَلَمَّا حَانَتِ السَّاعَةُ، اتَّكَأَ وَمَعَهُ الرُّسُلُ، 15وَقَالَ لَهُمْ: "اشْتَهَيْتُ بِشَوْقٍ أَنْ آكُلَ هَذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ. 16فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ آكُلَ مِنْهُ بَعْدُ، حَتَّى يَتَحَقَّقَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ". 17وَإِذْ تَنَاوَلَ كَأْساً وَشَكَرَ، قَالَ: "خُذُوا هَذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ. 18فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ!" 19وَإِذْ أَخَذَ رَغِيفاً، شَكَرَ، وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: "هَذَا جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ لأَجْلِكُمْ. هَذَا افْعَلُوهُ لِذِكْرِي!" 20وَكَذلِكَ أَخَذَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ، وَقَالَ: "هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ لأَجْلِكُمْ.
66وَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ، اجْتَمَعَ مَجْلِسُ شُيُوخِ الشَّعْبِ الْمُؤَلَّفُ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَسَاقُوهُ أَمَامَ مَجْلِسِهِمْ. 67وَقَالُوا: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!" فَقَالَ لَهُمْ: "إِنْ قُلْتُ لَكُمْ، لاَ تُصَدِّقُونَ، 68وَإِنْ سَأَلْتُكُمْ، لاَ تُجِيبُونَنِي. 69إِلاَّ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مِنَ الآنَ سَيَكُونُ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُدْرَةِ اللهِ!" 70فَقَالُوا كُلُّهُمْ: "أَأَنْتَ إِذَنِ ابْنُ اللهِ؟" قَالَ لَهُمْ: "أَنْتُمْ قُلْتُمْ، إِنِّي أَنَا هُوَ!" 71فَقَالُوا: "أَيَّةُ حَاجَةٍ بِنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ فَهَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا (شَهَادَةً) مِنْ فَمِهِ !"
33وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يُدْعَى الْجُمْجُمَةَ، صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُجْرِمَيْنِ، أَحَدَهُمَا عَنِ الْيَمِينِ وَالآخَرَ عَنِ اليَسَارِ. 34وَقَالَ يَسُوعُ: "يَاأَبِي، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا يَفْعَلُونَ!" وَاقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا.
35وَوَقَفَ الشَّعْبُ هُنَاكَ يُرَاقِبُونَهُ، وَكَذلِكَ الرُّؤَسَاءُ يَتَهَكَّمُونَ قَائِلِينَ: "خَلَّصَ آخَرِينَ! فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ الْمُخْتَارَ عِنْدَ اللهِ!" 36وَسَخِرَ مِنْهُ الْجُنُودُ أَيْضاً، فَكَانُوا يَتَقَدَّمُونَ إِلَيْهِ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلًّا، 37قَائِلِينَ: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ" 38وَكَانَ مُعَلَّقاً فَوْقَهُ لاَفِتَةٌ كُتِبَ فِيهَا: "هَذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ". 39وَأَخَذَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُجْرِمَيْنِ الْمَصْلُوبَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: "أَلَسْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ؟ إِذَنْ خَلِّصْ نَفْسَكَ وَخَلِّصْنَا!" 40وَلكِنَّ الآخَرَ كَلَّمَهُ زَاجِراً فَقَالَ: "أَحَتَّى أَنْتَ لاَ تَخَافُ اللهَ ، وَأَنْتَ تُعَانِي الْعُقُوبَةَ نَفْسَهَا؟ 41أَمَّا نَحْنُ فَعُقُوبَتُنَا عَادِلَةٌ لأَنَّنَا نَنَالُ الْجَزَاءَ الْعَادِلَ لِقَاءَ مَا فَعَلْنَا. وَأَمَّا هَذَا الإِنْسَانُ، فَلَمْ يَفْعَلُ شَيْئاً فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ!" 42ثُمَّ قَالَ: "يَايَسُوعُ، اذْكُرْنِي عِنْدَمَا تَجِيءُ فِي مَلَكُوتِكَ!" 43فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: الْيَوْمَ سَتَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ!"
44وَنَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ (الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ ظُهْراً)، حَلَّ الظَّلاَمُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا حَتَّى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ (الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْرِ). 45وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ، وَانْشَطَرَ سِتَارُ الْهَيْكَلِ مِنَ الوَسَطِ. 46وَقَالَ يَسُوعُ صَارِخاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "يَاأَبِي، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي!" وَإِذْ قَالَ هَذَا، أَسْلَمَ الرُّوحَ. 47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا حَدَثَ، مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: "بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً". 48كَذلِكَ الْجُمُوعُ الَّذِينَ احْتَشَدُوا لِيُرَاقِبُوا مَشْهَدَ الصَّلْبِ، لَمَّا رَأَوْا مَا حَدَثَ، رَجَعُوا قَارِعِينَ الصُّدُورَ. 49أَمَّا جَمِيعُ مَعَارِفِهِ، بِمَنْ فِيهِمِ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي تَبِعْنَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، فَقَدْ كَانُوا وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ يُرَاقِبُونَ هَذِهِ الأُمُورَ.
"ثم في أول الأسبوع، أول الفجر، أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددته، ومعهن أناس. فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر، فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن مختارات في ذلك، إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض، قالا لهن: "لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلاً: إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة، ويصلب، وفي اليوم الثالث يقوم." فتذكرن كلامه، ورجعن من القبر، وأخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله، وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن، اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن. فقام بطرس وركض إلى القبر، فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها، فمضى متعجباً في نفسه مما كان." وإذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة، اسمها "عمواس" وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث، وفيما هما يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما، ولكن امسكت اعينهما عن معرفته، فقال لهما: "ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين؟" فأجاب أحدهما، الذي اسمه كليوباس وقال له: "هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟" فقال لهما: "وما هي؟" فقالا: "المختصة بيسوع الناصري، الذي كان إنساناً نبيا ًمقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. كيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن، مع هذا كله، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك بل بعض الناس منا حيرننا إذ كن باكراً عند القبر. ولما لم يجدن جسده أتين قائلات: انهن رأين منظر ملائكة قالوا أنه حي. ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر، فوجدوا هكذا كما قالت أيضاً النساء، وأما هو فلم يروه" فقال لهما: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء! أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟" ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب. ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد. فألزماه قائلين: "امكث معنا، لأنه نحو السماء وقد مال النهار" فدخل ليمكث معهما. فلما اتكأ معهما، أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما، فقال بعضهما لبعض: "ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟" فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم، ووجدا الأحد عشر مجتمعين، هم والذين معهم وهم يقولون: "إن الرب قام بالحقيقة ظهر لسمعان!" وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز." "وفيما هم يتكلمون بهذا وقت يسوع نفسه في وسطهم، وقال لهم: "سلام لكم!" فجزعوا وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحاً. فقال لهم: "ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟ أنظروا يدي ورجلي: إني أنا هو! جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي." وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح، ومتعجبون، قال لهم: "أعندكم ههنا طعام؟" فناولوه جزءاً من سمك مشوي، وشيئاً من شهد عسل، فأخذ وأكل قدامهم." وقال لهم: "هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم: أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير." حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب وقال لهم: "هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم، مبتدأ من أورشليم وانتم شهود لذلك وها أنا ارسل اليكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي."
46وَقَالَ لَهُمْ: "هَكَذَا قَدْ كُتِبَ، وَهَكَذَا كَانَ لاَبُدَّ أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ وَيَقُومَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، 47وَأَنْ يُبَشَّرَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَغُفْرَانِ الْخَطَايَا فِي جَمِيعِ الأُمَمِ انْطِلاَقاً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى هَذِهِ الأُمُورِ. 49وَهَا أَنَا سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي. وَلَكِنْ أَقِيمُوا فِي الْمَدِينَةِ حَتَّى تُلْبَسُوا الْقُوَّةَ مِنَ الأَعَالِي!"
50ثُمَّ اقْتَادَهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا. وَبَارَكَهُمْ رَافِعاً يَدَيْهِ. 51وَبَيْنَمَا كَانَ يُبَارِكُهُمْ، انْفَصَلَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ 52فَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، 53وَكَانُوا يَذْهَبُونَ دَائِماً إِلَى الْهَيْكَلِ، حَيْثُ يُسَبِّحُونَ اللهَ وَيُبَارِكُونَهُ.
36وَلكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ طَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْكُلَ عِنْدَهُ. فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. 37وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةٌ خَاطِئَةٌ، فَمَا إِنْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِيءٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، حَتىَّ جَاءَتْ تَحْمِلُ قَارُورَةَ عِطْرٍ، 38وَوَقَفَتْ مِنْ وَرَائِهِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ بَاكِيَةً، وَأَخَذَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ وَتَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ بِحَرَارَةٍ وَتَدْهُنُهُمَا بِالْعِطْرِ. 39فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذلِكَ، حَدَّثَ نَفْسَهُ قَائِلاً: "لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً، لَعَلِمَ مَنْ هِيَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ، وَمَا حَالُهَا؛ فَإِنَّهَا خَاطِئَةٌ!" 40فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: "يَاسِمْعَانُ، عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ". أَجَابَ: "قُلْ يَامُعَلِّمُ!" 41فَقَالَ: "كَانَ لأَحَدِ الْمُتَعَامِلِينَ بِالدَّيْنِ، دَيْنٌ عَلَى اثْنَيْنِ: عَلَى أَحَدِهِمَا خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ، وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ. 42وَلكِنْ إِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمَا مَا يَدْفَعَانِهِ وَفَاءً لِلدَّيْنِ، سَامَحَهُمَا كِلَيْهِمَا. فَأَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبّاً لَهُ؟" 43فَأَجَابَ سِمْعَانُ: "أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالدَّيْنِ الأَكْبَرِ". فَقَالَ لَهُ: "حَكَمْتَ حُكْماً صَحِيحاً!" 44ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ، وَقَالَ لِسِمْعَانَ: "أَتَرَى هَذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَلَمْ تُقَدِّمْ لِي مَاءً لِغَسْلِ قَدَمَيَّ! أَمَّا هِيَ، فَقَدْ غَسَلَتْ قَدَمَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِهَا. 45أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْنِي قُبْلَةً وَاحِدَةً! أَمَّا هِيَ، فَمُنْذُ دُخُولِي لَمْ تَتَوَقَّفْ عَنْ تَقْبِيلِ قَدَمَيَّ. 46أَنْتَ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي بِزَيْتٍ! أَمَّا هِيَ، فَقَدْ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ بِالْعِطْرِ. 47لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكَ: إِنَّ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةَ قَدْ غُفِرَتْ، لِهَذَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَلكِنَّ الَّذِي يُغْفَرُ لَهُ الْقَلِيلُ، يُحِبُّ قَلِيلاً!" 48ثُمَّ قَالَ لَهَا: "مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ!" 49فَأَخَذَ الْمُتَّكِئُونَ يُسَائِلُونَ أَنْفُسَهُمْ: "مَنْ هُوَ هَذَا الَّذِي يَغْفِرُ الْخَطَايَا أَيْضاً؟" 50وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: "إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ!"
46وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! وَلاَ تَعْمَلُونَ بِمَا أَقُولُهُ؟ 47كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ، فَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ، أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ. 48إِنَّهُ يُشْبِهُ إِنْسَاناً يَبْنِي بَيْتاً، فَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. ثُمَّ هَطَلَ مَطَرٌ غَزِيرٌ وَصَدَمَ السَّيْلُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. 49وَأَمَّا مَنْ سَمِعَ وَلَمْ يَعْمَلْ، فَهُوَ يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً عَلَى الأَرْضِ دُونَ أَسَاسٍ. فَلَمَّا صَدَمَهُ السَّيْلُ، انْهَارَ فِي الْحَالِ؛ وَكَانَ خَرَابُ ذلِكَ الْبَيْتِ جَسِيماً! "